تأسّس قسم اللّغة العربيّة وآدابها عام 1926 كجزء من معهد العلوم الإنسانية، وهو المعهد الّذي أصبح يُدعى معهد الدراسات الآسيوية والإفريقية، والّذي كان واحدًا من المعاهد الثلاثة الأولى الّتي أقيمت في الجامعة العبرية.

كان معظم الّذين تولّوا تأسيس المعهد من العلماء اليهود الألمان. وكان يوسف هوروفيتس وجوتهولد فايل أول مُديرَين للمعهد، حيث أداراه بالتوازي مع مواصلة عملهما في مؤسّسات أكاديمية في ألمانيا. وعمل في التدريس معهما في المعهد باحثون استقرّوا في القدس أو وُلدوا في البلاد، وهم الباحثون الذين أعدّوا برنامج الدراسات العربية والإسلاميّة في الجامعة. من بين هؤلاء الباحثين لاو أرييه مئير (1895 - 1959)، المتحدّر من عائلة حاخامات حسيديّين قدمت من غاليسيا، والذي عُين مُحاضِرًا للفنون وعِلم الآثار الإسلامي؛ ليفي بيليج (1897 - 1936)، يهودي إنجليزي دَرَسَ الدراسات اليهودية والدراسات الكلاسيكيّة في لندن وكان من أوائل المختصّين بدراسة الشّيعة في العصر القديم حتى مقتله عام 1936؛ دافيد تسفي بنيط (1893 - 1973)، وهو باحث واسع الآفاق قَدِم من ألمانيا وكان له اهتمام خاصّ  بالفِكر اليهودي والإسلامي في القُرون الوسطى؛ وشلومو دوف جويتين (1900 - 1985)، باحث ألمعيّ تميّز بعمله الدؤوب على جنيزة القاهرة. التحق بنعط بالجامعة العبرية بعد أن عمل مدرّسًا للتوراة وللّغة العبرية في مدرسة ثانوية في حيفا. وفي ثلاثينات القرن العشرين، انضمّ إلى طاقم المعهد باحثان معروفان آخران: الأوّل ياكوب حاييم بولوتسكي، وهو من كبار علماء اللّغة في القرن العشرين، وكان مُختصًّا بتاريخ مصر القديمة؛ والثاني جوتهولد فايل، مدير المعهد السابق، الذي كان مُختصًّا باللغويات العربية والتركيّة.

 

البروفسور لاو أرييه مئير (من اليمين)، البروفسور دافيد أيالون (من اليسار)

مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، أُنشئ إلى جانب قسم اللغة العربية وآدابها قسمٌ لدراسات تاريخ الشرق الأوسط في العصر الحديث. وكان أوّل مُدرِّسين في القسم طالبين من طلّاب قسم اللغة العربية وآدابها، وهما: دافيد أيالون، الذي تخصّص في المماليك، وأورييل هيد، الذي تخصّص في الدراسات التركية.

لا يزال قسم اللّغة العربيّة وآدابها منذ تأسيسه يُخرِّج أجيالًا كثيرة من الباحثين في اللغة العربية والدين الإسلامي؛ وقد شغل عدد كبير من هؤلاء الطلاب مناصب بارزة في الوظائف الحكومية، وفي سلك التربية، وفي البحث والتدريس في مختلف الجامعات في البلاد وخارجها.

 

وفد الجامعة العبريّة إلى سيناء: البروفسور ح. بولوتسكي يتصفّح بعض الكتب في دير سانت كاترين (يظهر خلفه البروفسور ب. مازار مع مصوّر الوفد، السيّد ش. شفايج)

 

ضمن نشاط الجامعة في مجال التربية الجماهيريّة: البروفسور ش. د. جويتين يُلقي محاضَرة على مجموعة من الطلّاب في حيفا أثناء العطلة الصيفيّة